تعاني عدة دواوير تابعة لجماعة مولاي عبدالله بإقليم الجديدة من أزمة بيئية حقيقية تنذر بكارثة صحية واجتماعية، بفعل غياب شبكات الصرف الصحي، ما جعل مياه راكدة تغمر الطرق والمداخل، محولة المنطقة إلى ما يشبه بحيرات طبيعية لا ينقصها سوى الطيور المهاجرة لتأثيت المشخد، لكنها اليوم أضحت تهدد بشكل واضح سلامة السكان وحياتهم اليومية.

في دوار “تكني”، وبالضبط خلف إحدى محطة الوقود على الطريق الوطنية رقم 1، رصدت “ومضة نيوز” واقعا مريرا حيث الطرق الترابية تغمرها المياه الموحلة، ومداخل المنازل تتشح بمياه راكدة آسنة، في ظل غياب أبسط معايير السلامة التي تحمي كبار السن والأطفال من المخاطر المحدقة، وسط انتشار حفر مملوءة بالمياه وقنينات بلاستيكية متناثرة تعكس الإهمال المتواصل.

أما في دوار “الدعيجات” وعلى الطريق الجهوية رقم 301، فالوضع أكثر خطورة، حيث تحولت المساحات إلى مستنقع كبير ومياه راكدة دون وجود أي إشارات تحذيرية أو إجراءات وقائية، مما يعرض السكان، خاصة في الظلام، لخطر السقوط أو الغرق.

هذه المعاناة اليومية تؤثر بشكل مباشر على البنية التحتية والصحة النفسية للسكان، إذ تضطر العائلات، بما فيها الأطفال، للعيش وسط بيئة غير صحية، مما يزيد من احتمالات انتشار الأمراض والحشرات والتلوث، ويضع المجتمع في مواجهة خطر متزايد يصعب تجاهله.

ورغم هذا الوضع المؤلم، فإن الجهات المعنية، وعلى رأسها المجلس الجماعي لمولاي عبدالله والدرك البيئي، يقفون عاجزين عن اتخاذ أية إجراءات فعلية لإيقاف هذه الكارثة.

والسؤال المطروح بقوة اليوم، هو من المسؤول عن هذه الفوضى البيئية؟ وهل ستتحرك السلطات المحلية سريعا لوضع حد لمعاناة الساكنة قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة لا تحمد عقباها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!