بعد مرور عام على الزلزال المدمر الذي ضرب إقليم الحوز، لا تزال معاناة سكان الدواوير المتضررة حاضرة بقوة، في دوار تنسغارت، جماعة أسني بإقليم الحوز، تبدو الوعود بإعادة الإعمار وكأنها سراب بعيد المنال، خيام ممزقة بفعل الحرارة، والخراب منتشر في كل مكان، وأصوات الأهالي المحملة باليأس والغضب كلها تشير إلى واقع مرير لم يتغير…
الوعود التي لم تُنفذ
في الأيام الأولى للزلزال، شهدت المنطقة اهتماماً كبيراً، حيث وعدت السلطات بتقديم المساعدات وإعادة بناء المنازل المتضررة بسرعة، كما زار رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، الدواوير المنكوبة، وانتشرت صور الدمار في وسائل الإعلام، لكن، بعد هذه الوعود والتغطية الإعلامية المكثفة، تلاشى الزخم تدريجياً، واليوم يكافح سكان الدواوير مثل تنسغارت للعيش في خيام لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء القادم.
شهادات عن معاناة يومية ومساعدات غائبة
يقول عبد الخالق، أحد ساكنة دوار تنسغارت: “في البداية، جاء المسؤولون وقطعوا لنا وعوداً ببناء منازلنا من جديد، لكنهم اختفوا بعد فترة، والآن، نحن نعيش في خراب، والإعلام لم يعد يهتم بقضيتنا”، إن هذا الشعور بعدم الاهتمام والخذلان يتردد في أحاديث العديد من سكان الدواوير المتضررة، الذين يشعرون بأنهم تُركوا لمواجهة مصيرهم دون دعم حقيقي من السلطات أو المنظمات.
العوائق البيروقراطية والموارد المالية
وفقاً لبعض المسؤولين المحليين والخبراء، تعزى العقبات في إعادة الإعمار إلى البيروقراطية والعوائق الإدارية التي تعرقل توزيع المساعدات وتنفيذ المشاريع، كما أن نقص الموارد المالية اللازمة لتلبية الوعود المقدمة زاد من تعقيد الوضع، حيث يوضح أحد الخبراء في شؤون التنمية المحلية أن “الحكومة ربما رأت أن الأولويات تغيرت، مما أدى إلى تراجع التزاماتها تجاه المناطق المتضررة”.
تطلعات وانتظارات
بينما يعيش سكان تنسغارت في ظروف قاسية، يظل السؤال الأهم: لماذا لم تُنفذ الوعود بإعادة الإعمار بعد مرور عام؟ هل هو نقص في التمويل، أم فشل في إدارة الأزمة؟ الواضح أن الفجوة بين الوعود والواقع أصبحت أوسع، والسكان ما زالوا ينتظرون المساعدة التي قد لا تأتي أبداً.
دوار تنسغارت والدواوير الأخرى في الحوز تظل شاهدة على تحديات ما بعد الكوارث الطبيعية، في ظل غياب حلول فعالة، ليظل السكان يعانون في صمت، بعيداً عن الأعين، آملين أن تعود الحياة إلى طبيعتها في يوم ما، وليبقى السؤال مفتوحاً: هل ستحقق الحكومة وعودها وتعيد بناء ما تهدم، أم أن الزمن سيجعل هذه المعاناة جزءاً من الماضي المنسي؟