أثار الفنان والممثل المغربي رشيد الوالي نقاشا واسعا بتصريح قوي حول واقع التعليم في المغرب، معتبرا أن الأسر المغربية تعيش تحت ضغط كبير بسبب اختلالات المنظومة التعليمية، وأن الأطفال هم من يدفعون الثمن.

وقال الوالي في تدوينة على حائطه الأزرق: “في صمت ثقيل، تتحول آلاف الأسر المغربية إلى ساحات توتر، فالأب يكدح من أجل أقساط البيت، والأم تعمل فقط كي تدفع أقساط مدرسة الأطفال، أما الأطفال فغالبا لا يعلمون أنهم صاروا الثمن الذي يدفعه الجميع مقابل ما يُفترض أنه حق: التعليم.”

وأضاف الفنان المغربي أن التعليم الخصوصي لم يعد خيارا كما كان، بل أصبح إجبارا غير معلن، بسبب تراجع ثقة المواطنين في المدرسة العمومية.

وتابع: “ليست المشكلة في وجود مدارس خصوصية، بل في أن المدرسة العمومية فقدت قيمتها، الفقير اختنق والطبقة المتوسطة تألّبت، والأسر تعيش صراعا يوميا من أجل تعليم أبنائها.”

وأكد الوالي أن التعليم لم يعد معركة تربوية، بل معركة اقتصادية بامتياز، حيث صار مستقبل الطفل رهينا بقدرة والديه على الدفع، وليس بذكائه واجتهاده.

وفي انتقاد مباشر للمسؤولين، اقترح رشيد الوالي: “لا يجب أن يتولّى أي وزير أو مسؤول حكومي منصبا، إلا إذا كان أطفاله يدرسون في التعليم العمومي، حينها سيفهم عمق الأزمة، وسيُضطر لإصلاحها.”

كما عبّر عن استيائه من تعامل الدولة مع شهور الإضرابات التي عاشها قطاع التعليم، قائلا: “رأينا كيف ضاع الأطفال في الشوارع، بينما الدولة صامتة. هل يُعقل أن يكون هذا هو التعامل مع مستقبل الأمة؟”

وختم الوالي تصريحه قائلا: “نحن لا نطلب المستحيل، بل فقط نريد أن تعود الدولة إلى جوهر دورها: أن توفر تعليما عموميا مجانيا، محترما، ذو جودة، يُشرف المواطن ويُحرج الخصوصي، لأن ما نعيشه اليوم ليس تعليما، بل مقايضة مؤلمة.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!