في وقت تتعالى فيه الأصوات المطالبة بإصلاح البنية التحتية للأسواق وتعزيز شروط السلامة الصحية، تطفو على السطح بمدينة الجديدة أزمة صامتة لكنها خطيرة، تتعلق بغياب سوق منظم لبيع السردين بالجملة، بالرغم من توفر المدينة على ميناءين نشيطين يصنفان من بين الأهم على الصعيد الوطني.
وتكمن المفارقة في أن وفرة المنتوج البحري، وعلى رأسه السردين، لا تقابلها فضاءات تجارية تليق بحجم القطاع، مما يدفع التجار إلى الاشتغال في ظروف غير إنسانية وغير صحية، تهدد سلامة المنتوج وصحة المستهلكين.
ويؤكد أحد تجار الجملة في تصريح لـ”ومضة نيوز”: “نشتغل وسط روائح كريهة، بلا مياه كافية لتنظيف السردين، والحشرات تحوم في كل مكان، ماكين لا تبريد لا مراقبة… وهذا كيضر حتى بسمعة المنتوج ديالنا.”
ويثير الوضع الراهن تساؤلات مشروعة حول مدى تحمل السلطات المحلية والمجلس الجماعي لمسؤوليتهم في ضمان شروط الحد الأدنى من الكرامة للتجار، ناهيك عن حماية المستهلك ومطابقة المنتوج للمعايير الصحية.
ويحذر مهتمون بالشأن المحلي بالجديدة، من أن استمرار الوضع على ما هو عليه يعد تبديدا للفرص التنموية، خصوصا أن قطاع السردين يعتبر من ركائز الاقتصاد المحلي ويوفر مئات مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة.
كما يجدد الفاعلون المحليون دعوتهم إلى إحداث سوق منظم لبيع السردين بالجملة، تتوفر فيه غرف تبريد، مرافق صحية، وشبكة صرف متكاملة، تليق بمستوى الإنتاج وبكرامة الإنسان.
وفي انتظار تفعيل وعود الجهات الوصية، يظل السؤال المطروح بإلحاح: هل ستتحرك السلطات فعلا لمعالجة هذا الخلل، أم أن الأمر سيظل حبيس الرفوف والبلاغات؟