في وقت تتواصل فيه أشغال تهيئة شارع جبران خليل جبران، الذي يُعد أحد المحاور الأساسية المؤدية إلى قلب مدينة الجديدة، يثير الوضع الحالي لمدارة غير مهيكلة في المدخل الشمالي للمدينة، في اتجاه الدار البيضاء، استياء عدد من المواطنين والفاعلين المحليين، بسبب غياب أي تهيئة عمرانية حقيقية لها.
المدارة، التي تظهر حاليا كدائرة مرسومة بالطلاء فقط على الإسفلت، تفتقر لأبسط عناصر الجمالية أو السلامة الطرقية، إذ لا تتوفر على أي علامات تشوير بارزة، ولا على تجهيزات نباتية أو معمارية تبرزها، الأمر الذي يجعلها غير مرئية بشكل كاف، خصوصا في فترات الليل أو في حالات الضباب.
ويعتبر هذا الموقع نقطة مرور رئيسية للقادمين من الدارالبيضاء عبر الطريق الساحلي، ما يمنحه أهمية استراتيجية كواجهة لمدينة تراهن على السياحة والثقافة كرافعة للتنمية، ويطرح في الآن ذاته سؤالا ملحا حول رؤية المجلس الجماعي للجديدة وتصوراته فيما يخص جمالية الفضاءات العمومية وتناسقها مع محيطها الحضري.
وعبر عدد من المتابعين والمهتمين عن تخوفهم من أن تقتصر أشغال التهيئة بالمنطقة على إعادة صباغة الأرضية، دون إنجاز مشروع تأهيلي متكامل يليق بالموقع ومكانته، مؤكدين أن المدينة تحتاج إلى رؤية عمرانية تدمج البعد الجمالي والوظيفي، بدل الاكتفاء بحلول ترقيعية سرعان ما تفقد جدواها.
وتبقى الأنظار متجهة نحو المجلس الجماعي للجديدة، لمعرفة ما إذا كانت هذه المدارة ستظل على حالها، أم أن هناك خطوات فعلية لهيكلتها بما يعزز صورة المدينة، ويعكس الطموح في جعلها حاضرة ساحلية تستحق الاحترام والتقدير.