عبرت شبكة الجمعيات الدكالية غير الحكومية، في بلاغ استنكاري توصلت به جريدة “ومضة نيوز”، عن بالغ قلقها وأسفها إزاء الجريمة البشعة التي شهدها موسم مولاي عبد الله أمغار بإقليم الجديدة يوم 14 غشت 2025، والتي راح ضحيتها طفل قاصر لا يتجاوز عمره 13 سنة، بعد تعرضه لهتك عرض جماعي داخل إحدى الخيام.
واعتبرت الشبكة أن هذه الفاجعة تشكل صدمة للضمير الجمعوي الوطني، وخرقا سافرا لحقوق الطفولة البريئة، مشيرة إلى أنها تعكس حجم الاختلالات التنظيمية التي ما فتئت تلازم هذا الموسم الشعبي، من اكتظاظ مروري وفوضى، إلى ضعف البنيات التحتية الضرورية لاستقبال مئات الآلاف من الزوار.
وأكدت الشبكة تضامنها المطلق مع الضحية وأسرته، مثمنة تعبئة الآلية الوطنية للتكفل النفسي للطفل الضحية بتعليمات من صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم رئيسة المرصد الوطني لحقوق الطفل، كما طالبت بتمكين الطفل من المواكبة الضرورية على المستويين الصحي والنفسي.
وفي الوقت الذي نوهت فيه بجهود السلطات الأمنية والمحلية للحفاظ على النظام العام، حملت الشبكة المسؤولية للجهات الوصية والمنظمة للموسم بسبب غياب ضوابط تنظيمية واضحة، وضعف شروط الحماية، خاصة للأطفال والنساء، حيث عبرت عن استنكارها للفوضى التي يعرفها تدبير الفضاءات المخصصة للخيام، وانتشار ظاهرة الكراء العشوائي من طرف “مجهولين”، بما يضرب مبدأ الشفافية في الاستغلال الاقتصادي والتجاري.
وطالبت شبكة الجمعيات وزارة الداخلية باتخاذ قرار عاجل يقضي بالمنع الكلي للمبيت وسط الخيام في فضاءات المواسم، تفاديا لتكرار مثل هذه الجرائم، داعية في المقابل إلى إصلاح شامل لطريقة تنظيم موسم مولاي عبد الله بما يحفظ كرامة الإنسان ويصون الهوية الثقافية والتراث اللامادي للمنطقة.
وأدانت الشبكة ما وصفته بالممارسات “السياسوية” التي عرفها الموسم، من حملات انتخابية سابقة لأوانها، إلى مظاهر “مشبوهة” كاستعمال رموز غريبة بدل الشعارات الوطنية، وهو ما أثار استياء الساكنة والزوار.
وختمت الشبكة بلاغها بالتأكيد على أن موسم مولاي عبد الله أمغار ينبغي أن يظل حدثا ثقافيا وروحيا يكرس قيم التصوف والتلاقح الحضاري، بعيدا عن مظاهر الانحراف والجريمة التي تسيء إلى تاريخ المنطقة وصورتها.