وأنا أتجول على ضفاف نهر أم الربيع بمدينة أزمور حز في نفسي ما آل إليه وضع هذا الوادي الذي يعتبر ثاني أكبر نهر في المغرب من حيث الطول وحجم تصريف المياه، بعد نهر سبو إذ يبلغ طوله أكثر من 555 كلم من منابعه بمدينة خنيفرة إلى مصبه بأزمور ويصل معدل تصريفه للمياه إلى 117 متر مكعب في الثانية (م³/ث).

إن نهر أم الربيع أصبح اليوم يحتضر بعد قطع صلته بالمحيط بسبب الرمال المتراكمة في القاع وانخفاض منسوب مياه النهر، بالإضافة إلى نفوق الأسماك والأحياء المائي، الراجع لتسمم هذه “البحيرة” التي لم تعد نهرا بل مجرد بحيرة من المياه الراكدة.

هذا الأمر انعكس سلبا على اقتصاد المدينة حيث أن أغلب الساكنة كانت تعيش على المدخول الذي كانت تجنيه من الصيد التقليدي والفلاحة، إضافة إلى المراكب التي كانت تلعب دورا كبيرا في انتعاش السياحة، والتي أصبحت الآن مركونة على جنبات الوادي مما أدى بالعديد من أبناء المنطقة وخصوصا جماعة ولاد رحمون، وجماعة سيدي علي بن حمدوش، إلى السفر نحو الجنوب بحثا عن لقمة العيش.

ويبقى نهر أم الربيع وسكان مدينة آزمور ينتظرون أن تتحرك الجهات المختصة لإيجاد حل جذري وعاجل لهذا الوضع الكارثي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!