يعيش النظام الجزائري، حالة غير مسبوقة من العداء والحقد والكراهية، تجاه كل ما هو مغربي، كانت آخر مظاهر هذا العداء البين، ما اقترفه نظام العسكر في حق قميص نهضة بركان ممثل المغرب في كأس الكونفدرالية الإفريقية، حيث كان مقررا أن يجري الفريق البرتقالي مباراة النصف، لكن عداء جنرالات الجارة الشرقية كان له رأي آخر، بحيث تمت حجز أقمصة النادي المغربي لا لشيء سوى لأن النظام الجزائري لديه “فوبيا” من كل ما هو مغربي حتى وإن كان خريطة الوطن.
ولأن هذا الوطن الذي شربنا من مائه وعشقنا ترابه وكل حبة رمل من رماله، لم يكن أبدا أن تقبل بعثة نهضة بركان المغربية أية مساومات تمسهم كمغاربة يعتزون بالانتماء لهذا البلد الشامخ والعريق، والضاربة جذوره في أعماق التاريخ.
أبناء المغرب قدموا درسا قويا للنظام الجزائري في معنى الوطنية القحة، ومعنى حب هذا الوطن، الذي لا يمكن أن نقبل جميعا بأن يزايد علينا في حبنا لبلدنا أي نظام كيفما كان نوعه في أي رقعة من المعمور، فيما أظهر النظام الجزائري أنه لا انفراج في الأفق بين البلدين وَفق النموذج القائم الناظم للعلاقات بين المغرب والجزائر.
ولا بأس أن نذكر من خلال هذه المقالة ما جاء في خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، عن معنى الوطنية، حيث قال: “لمن لا يدرك معنى حب الوطن، وبحمد الله تعالى على ما أعطاه لهذا البلد، أقول: تابعوا ما يقع في الكثير من دول المنطقة، فإن في ذلك عبرة لمن يعتبر، أما المغرب فيواصل طريقه بثقة للحاق بالدول الصاعدة، إن هذا الاعتزاز بالانتماء للمغرب هو شعور وطني صادق ينبغي أن يحس به جميع المغاربة”، كما أضاف جلالته خلال افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية التاسعة: “من حق كل المغاربة، أفرادا وجماعات، أينما كانوا، أن يعتزوا بالانتماء لهذا الوطن، وكواحد من المغاربة فإن أغلى إحساس عندي في حياتي هو اعتزازي بمغربيتي، وأنتم أيضا يجب أن تعبروا عن هذا الاعتزاز بالوطن، وأن تجسدوه كل يوم، وفي كل لحظة، في عملكم وتعاملكم، وفي خطاباتكم، وفي بيوتكم، وفي القيام بمسؤولياتكم”.
هذه هي الوطنية الحقة التي يعتز بها كل مغربي ومغربية، ولن يثنينا عنها الاستفزازات المتكررة للجزائر، التي تعيش علاقاتها مع المملكة توترات متلاحقة منذ عقود بسبب قضية الصحراء المغربية، لكن حدة الكراهية ازدادت في السنوات الخيرة، بسبب الحلول السلمية والناجعة التي اقترحتها المملكة المغربية لإنهاء الخلاف المفتعل من طرف جنرالات الجزائر ومعهم عصابة البوليساريو، أحرجت الجارة الشرقية وجعلتها تظهر “فوبيا” منقطعة النظير تجاه كل ما هو مغربي ومن شأنه أن يقطع الخلاف الذي يسترزق من ورائه “الكراغلة”، ومخافة انقطاع “البزولة” بادر النظام الجزائري إلى الإعلان بدايةوفي عام 2021، عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، معتبرة أنه “لم يتوقف يوما عن القيام بأعمال غير ودية” ضدها، فيما أبدت المملكة أسفها على هذا القرار، رافضة المزاعم الجزائرية، ولتتواصل الاستفزازات والمساومات ضد المغرب والمغاربة حيث كان آخرها حجز قميص النهضة البركانية في مطار هواري بومدين، وقبلها حجز معدات تصوير قناة الرياضية المغربية، واحتجاز عدد من الزملاء في ذات المطار، وربما المبادرة إلى أي شيء من شأنه استفزاز المملكة العلوية الشريفة.
الوطن عزيز علينا كمغاربة، نعتز به ونفتخر أمام باقي الأمم، نعشق ترابه وهواءه وكل حبة من رماله، هذه الرمال التي يدور نزاع مفتعل حولها منذ عقود بين المغرب وعصابة البوليساريو المدعومة من الجزائر حول الصحراء المغربية التي حصدنا بخصوصها العديد من المكاسب الميدانية والدبلوماسية، فيما حصد النظام الجزائري “فوبيا” من كل ما هو مغربي والتركيز على دعم جبهة وهمية لا وجود لها إلا في مخيلة هذا النظام الحقود، بأموال الشعب الجزائري دعم لم يجن منه الشعب الجزائري سوى التفقير.