قادتنا الأقدار خلال فترة الحجر الصحي أثناء جائحة كورونا، لنعايش معاناة أسر مع قوتها اليومي، وبناء على حدسي الصحفي والفضول الشخصي، انخرطت بكل عفوية في العمل الخيري لجمع التبرعات وتقديمها إلى من يستحقها، وبفضل ثقة مجموعة من الرفاق والمحسنين من أبناء الجديدة البررة، سواء القاطنين فيها أو خارجها، أو حتى من ديار المهجر، تمكنا بمعية بعض الأصدقاء من توفير الدعم اللازم ل 42 أسرة معوزة ابكتنا دموع فرحتها، وتذوقنا معها أحلى اللحظات السعيدة.

كورونا التي شردت العديد من الأسر بسبب توقف أوليائها عن العمل، وأغلقت أبواب محلات مهنية وحرفية أثرت بكثير على نمط الحياة، وانمحت معها بعض العادات والتقاليد، لذلك ما إن اقترب عيد الأضحى، حتى تبين أن كثير من السكان لن يقووا على شراء كبش العيد، وهنا راودتني تجربة إعادة طلب دعم الأيادي الكريمة التي أفرحت بجودها وكرمها عشرات الأسر وأنا الذي لم أمد يدي لأي جهة من قبل، معتمدا على حسن نيتي وتوكلي على الوهاب الرزاق، وبالفعل تحقق المسعى مع عدد من مهاجري مدينة الجديدة، من بينهم من لم تشأ الظروف أن ألتقيهم حتى حدود كتابة هذه الأسطر، مشكورين سلفا، وجزاهم الله خير الجزاء.

وأود ان أحكي لكم عن تجربة الموسم الماضي حين قمت بالواجب انا وزوجتي، لكن لمساعدة المزيد من الأسر طرقت أبوابا أخرى لمساعدة أسرتين لا معيل لهما وتحلم كالجميع بكبش العيد، فغامرت بوضع ست شيكات لضمان محسنين وعدونا بتوفير المطلوب، الغريب في الأمر أنني في انتظار التوصل بقيمة الدعم ورصيدنا البنكي أصبح أقل من الأصفار، وهو ما نسبب في عدم توفير أضحيتنا.
قد يبدو الأمر حمقا أو غباء، قد أحاسب نفسي هل أذنبت أم أجرت؟ ولكن أقولها وكلي أنفة وشموخ أن ذلك العيد كان بطعم السعادة الروحية التي لا يمكن وصفها، وباستدراك عميق لأحاسيس قد لا يشعر بها إلا من لم يجد ما يوفر به الأضحية لأطفاله الذين ظلوا يتطلعون إلى رؤية خروف لم يدخل منزلهم.

مناسبة هذا الحديث هنا، هو للتأكيد بأن فرحة العيد الحقيقية تكمن في إدخال السعادة في قلوب المعوزين الذين لا حول ولا قوة لهم، حتى وإن تطلب الأمر التضحية بالأضحية لأسر هي في أشدة الحاجة إليها أكثر منا، والإسهام في رسم البسمة على وجوه المحتاجين وغير ذلك من أعمال الخير؛ وهو ما يحرص على تحقيقه أصحاب الخير والإحسان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *