بمبادرة كريمة من أحد أبناء الجديدة البررة (عبدالرحيم حشلاف) والعاشقين حتى النخاع للدفاع الحسني الجديدي لكرة القدم، تم تحويل مقهى يستغلها على وجه الكراء إلى شبه معرض مفتوح يوميا في وجه الزبناء للتملي بتاريخ فريق الدفاع الجديدي، ومشاهدة أجمل وأروع الصور التي تؤرخ لأزيد من خمسة عقود لمختلف المجموعات التي ارتدت قميص فارس دكالة وخاصة منها تلك النادرة وباللونين الأبيض والأسود، أو تلك التي تعود لجلالة الملك المغفور له الحسن الثاني، أو تلك التي تؤرخ لتكريم المرحوم اليزيد الشركي من طرف جلالة الملك محمد السادس نصره الله، أو للأمير المولى الرشيد مع المجموعة الفائزة بالكأس الفضية سنة 2013.

هذه البادرة التي لقيت الاستحسان جعلت المقهى المذكورة قبلة للاعبين القدماء وأصبحت بالنسبة إليهم محجا يوميا صباحا ومساء للتلاقي واستحضار ذكريات الأمس الجميل، وكذا بالنسبة للعديد من الزملاء ورجال الإعلام الذين بدورهم وجدوا فيها ضالتهم لقراءة تاريخ الفريق بأفواه صانعيه من الأجيال المتعاقبة إضافة إلى العديد من المحبين والأطر التقنية.

وارتباطا بذلك أيضا تحولت هذه المقهى إلى فضاء ثقافي ورياضي تعقد فيه اللقاءات والجلسات الرياضية كما حصل في ذكرى تأبين المرحوم الطهطاوي أو حين أنجزت إحدى المحطات الإذاعية برنامجا مباشرا على الأثير، وللأسف وعوض تشجيع هذه المبادرة قام مالك المقهى بقطع الماء الكهرباء لإرغام المكتري على الإفراغ رغم أنه يتسلم واجب الكراء بانتظام.

والآن ولمدة قد تزيد عن ستة أشهر تاريخ وذكريات الفريق يعيشان في ظلام دامس، لكن الأجمل هو أن مرتادي المقهى عبروا عن تضامنهم بمواصلة الحضور إليها بشكل عادي والسمر فيها على أضواء الشموع ما أضفى عليها حميمية متميزة.

أمام هذه الوضعية واحتراما لتاريخ الفريق واللاعبين السابقين نتمنى إعادة الأمور إلى نصابها لخلق دفء خاص للصور والذكريات وأن تقول العدالة كلمتها العادلة في ملف مطروح بين أيديها، فهل سيتبدد هذا الظلام وتعود أشعة شمس مقهى شيك واضحة أم أن الظلم والحيف الذي طبع فارس دكالة في محطات سابقة على الميدان سيتواصل مع تاريخه ولو بالمرموز…؟!
