جرى صباح اليوم الخميس بدوار النواصرة التابعة ترابيا لجماعة الحوزية، إعادة تمثيل جريمة قتل السيدة التي عثر على جثتها متفحمة بالكامل ومرمية بدوار النواصرة بجانب مدخل الطريق السيار المؤدي إلى مدينة الدار البيضاء، بالضبط على مستوى جماعة الحوزية بإقليم الجديدة.
العثور على جثة متفحمة
وبالرجوع إلى تفاصيل جريمة القتل التي هزت الرأي العام الوطني والمحلي، ففي حدود السادسة والنصف صباحاً من يوم الجمعة 15 دجنبر 2023 من الأسبوع الماضي، عندما كان بعض الشباب مارينةفي اتجاه أحد المنتجعات السياحية بالحوزية، فإذا بهم يلمحون شيئا يحترق على غير عادته بالمكان الذي يسلكونه بشكل يومي، الأمر الذي جعلهم يقتربون لينظروا ما هو، لكنه تفاجأوا بجثة إنسان كانت وسط النيران، مما دفعهم إلى إخبار المصلين الذين كانوا كذلك في طريقهم إلى مسجد الدوار من أجل أداء صلاة الفجر.
اللغز الذي حير الجميع
وفور علمهم بالحادث، انتقل رجال الدرك الملكي وفريق من المركز القضائي والفصيلة القضائية للدرك الملكي بمدينة الجديدة، وتم تطويق مسرح الجريمة، بهدف فك اللغز الذي حير الجميع، خاصة أن جثة الضحية تم العثور عليها متفحمة، ولم تكن تحمل أي علامات تشخيصية.
اكتشاف جثة أخرى تحير المحققين
وفي ذات اليوم تم اكتشاف جثة أخرى في أحد أحياء مدينة الجديدة وبالضبط حي السلام، عندما استعملت المصلحة الجهوية القضائية للدرك الملكي بالجديدة مجموعة من الانتدابات بهدف توسيع دائرة البحث، ليتم التوصل في الأخير إلى عدم وجود أي رابط بين الجريمتين.
وحامت الشكوك في بداية الأمر حول ارتباط الجريمتين، بعدما توجهت أخت ضحية حي السلام إلى مركز الدرك الملكي بالجديدة، وأخبرتهم أن أختها قد اختفت في ظروف غامضة، وهو الأمر الذي تفاعلت معه عناصر الفصيلة القضائية، والتي اعتقدت في البداية أن الجثة المحروقة قد تعود لأخت السيدة التي تقدمت ببلاغ الاختفاء.
جريمتين غير مرتبطتين
بعد تشكيل فريق للبحث وأخد الإذن من السيد وكيل الملك، تم الانتقال إلى إحدى الشقق التي يقطن بها الشخص الذي صرحت أخت الضحية أنه كان يعرفها، وبمجرد الوصول إلى الشقة، تم العثور على جثة أخرى لسيدة مذبوحة هي بالفعل أخت المشتكية، وبالتالي فجريمة دوار النواصرة هي التي قادت المحققين إلى جريمة حي السلام، إلا أن الخلاصات أكدت أنهما غير مرتبطتين مع بعضهما.
استعمال المعدات والوسائل المتطورة لفك لغز الجريمة
توصل المحققون لدى الفصيلة القضائية وتقنيي مصلحة التشخيص القضائي إلى معلومات مهمة، بالإستعانة بالمعدات والوسائل المتطورة التي تم وضعها رهن إشارتهم رفقة فريق متخصص تابع للفرقة الوطنية للدرك الملكي، بهدف القيام بالتحريات والأبحاث الميدانية للوصول إلى مرتكب الجريمة الشنعاء.
وجندت القيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، كافة أطقمها وعبأت وسائلها التكنولوجية لفك طلامس الجريمة، وقد أوصل البحث الميداني المنجز إلى نوع وترقيم السيارة التي كانت تحمل الضحية، أوصل المحققين إلى الأماكن التي سلكتها السيارة منذ رمي الجثة بدوار النواصرة بتراب جماعة الحوزية بإقليم الجديدة، إلى منزل المشتبه فيه بدوار الغناضر جماعة مولاي عبد الله.
كاميرات المراقبة تساعد في فك اللغز
ساهم التعاون بين المحققين وسكان الجديدة على طول الشوارع التي مر منها الجاني وكذا الدواوير المجاورة والمحلات التجارية، في الكشف عن تفاصيل الواقعة من خلال الرجوع إلى ما التقطته كاميرات المراقبة، وخاصة الطريق التي سلكها الجاني بعد عودته على متن سيارته إلى المنزل الذي كان يكتريه بدوار الغضبان التابع ترابيا للجماعة القروية مولاي عبد الله بإقليم الجديدة، علما أنه زار في طريق عودته بعدما تخلص من الجثة حسب ما التقطته الكاميرات، محلا تجاريا غير بعيد عن مسرح الجريمة لاقتناء بعض أغراضه.
افتعال حادثة سير وإلقاء القبض على الجاني
ظلت جميع تشكيلات الدرك الملكي بالجديدة، مند عثورها على الجثة المتفحمة، تراقب مرور السيارة النذكورة سالفا، حيث تمكن أحد المحققين لدى الفصيلة القضائية بالجديدة، من الوصول إلى المتهم، مستعملا ذكائه، من خلال افتعال حادثة سير وهمية مع الجاني، الذي حاول بكل الوسائل إقناع المحقق بالتنازل عن الحادثة، حتى تفاجئ بتصفيده بعد وصول التعزيزات الامنية التي لم تكن بعيدة عن مكان الحادث، ليتم الانتقال بعدها بمعيته إلى منزله بدوار الغضبان بتراب جماعة مولاي عبد الله بإقليم الجديدة، حيث عثر المحققون داخل المنزل على بقع دم وشعر ولوازم تعود إلى الضحية، وبعد اعتماد الخبرات التقنية والعلمية أكدت مجموعة من القرائن والدلائل العلمية تورط الجاني في هذه الجريمة الشنعاء، فما كان عليه إلا الاعتراف بكافة تفاصيل هذه القضية، التي أبانت مرة أخرى الكفاءة العالية في البحث والتحري والتحقيق لدى مصالح القيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة.