بعيدا عن غمار المباريات و النتائج و إذا حاولنا قراءة الهرم العمري للمنتخب الوطني المغربي المشارك في مونديال قطر، نستنتج عدة معطيات مثيرة للفضول:
المعطى الأول هو أن المعدل السيني لا يتجاوز 26 سنة وهو قريب جدا من المتوسط 25,5 سنة، بين أكبر سن للحارس المحمدي (33) و أصغر سن للقادم الجديد الخنوس (18)، وهي مسألة مهمة لخلق توازن داخل المنتخب، على اعتبار أن كل اللاعبين ينتمون لنفس الجيل [0←33].
المعطى الثاني هو أن معدل السن يتنازل انطلاقا من حراسة المرمى (30سنة)، ثم الدفاع الذي يناهز (27سنة)، مرورا بوسط الميدان الذي يوازي (26سنة)، ووصولا إلى الهجوم الذي لا يتعدى (24سنة).
وهو بالفعل أمر غريب على أساس أن حراسة المرمى تتطلب الحنكة مع السن المتقدم والدفاع يستوجب التجربة و”الختورية”، في حين أن معدل سن لاعبي وسط الميدان المغربي يعادل المعدل العام للفريق (26سنة)، وهو أمر صحي للمنتخب مادامت قوة خط الوسط هو معيار قوة أي فريق. وفي الأخير يبقى خط الهجوم الأكثر طراوة و هو أمر بديهي ومنطقي لأن الهجوم يحتاج أكثر للخفة والسرعة.
المعطى الثالث هو أن 10 لاعبين تلقوا تكوينهم بالمغرب، وهو ما يشكل حوالي 40٪ من المنتخب الحالي( فقط 5 لاعبين في مونديال روسيا من أصل 23 بنسبة 22٪)، وضمن المنتخب 3 لاعبين يمارسون في البطولة الإحترافية (لاعبان فقط في مونديال روسيا 2018 هما التݣناوتي والكعبي)، وهذا الأمر يرد شيئا ما الإعتبار للبطولة المحلية ولو أنه انحصر في لاعبين من نادي الوداد الرياضي الفائز بالبطولة الإفريقية.
معطى أخير يتعلق بالبطولات التي يمارس بها اللاعبون الحاليون داخل المنتخب ومجموعها 7 بطولات، يتقدمهم 5 لاعبين يمارسون بالدوري الفرنسي، 4 لاعبين بالدوري الإنجليزي و 4 بالدوري الإسباني، 3 بالدوري المغربي و 3 بالدوري الإيطالي، 2 بالدوري التركي و2 بالدوري البلجيكي، لاعب واحد في الدوري التركي ولاعب في الدوري السعودي ولاعب في الدوري القطري. والملاحظ أنه لأول مرة منذ أزيد من ثلاثة عقود يغيب اللاعبون المغاربة الممارسون في الدوري الهولندي، بل ويزداد اللاعبون المزاولون في أحسن دوري في العالم وهو الإنجليزي، وهو أمر يدل على أن مؤهلات اللاعب المغربي تطورت ليندمج في أم الدوريات “البريميرليج”، وبالطبع استفاد المنتخب المغربي من هذا التطور، بحضور 3 لاعبين مؤثرين في التشكيلة الأساسية (أكرد،زياش) إذا أضفنا رومان سايس الذي قضى 6سنوات في الملاعب الإنجليزية (206 مباراة).
بقيت الإشارة إلى أن ما يطمئن المتتبع الرياضي، هو اختيارات المدرب وليد الرݣراݣي لتشكيلة تعتبر فترة انتقالية للمنتخب المغربي بوجود عناصر شابة، ستكون لا محالة نواة لمنتخب مغربي قوي مستقبلي ومنافس خلال الإستحقاقات القارية المقبلة، في وجود 16 لاعبا لا تتعدى أعمارهم 26 سنة وبمعدل سيني يناهز 24 سنة (23,8).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!