تحولت الجديدة في الأيام الأخيرة إلى واحد من أفلام الحركة المرعبة والتي تشمل حوادث ووقائع العنف والقتل وحالات السرقة وحرب الدروب و تنافس البلطجية على سكب الدماء وتكسير زجاج السيارات وواجهات المنازل في لقطات توحي بحرية واهمة وسيادة قانون الغاب وطبعا غياب الأمن والامان، والطمانينة والسلام.

فأية دلالات لهذه الظواهر المشينة التي أصبحت تقلق الجميع وتبعث الخوف في النفوس؟ أية دلالات لميلاد حالات العنف المتواصلة يوميا بشكل من البوز والتباهي والتي لم يتوقف بعضها إلا بعد حدوث إصابات خطيرة ادت إلى القتل؟ أية دلالات لنشر تغطيات لمشاهد العنف الدخيلة على مجتمع الجديدة الموسوم منذ زمان بالأمان رغم وقوع جرائم متفرقة من قبل وبعضها كان أشهر من علم؟

إن واقع اليوم، يؤكد وجود حالة تسيب غير مسبوقة وتستوجب أولا من الأمن والقضاء التصدي للظاهرة بما يلزم من مراقبة ميدانية وشمولية وعقوبات زجرية لا عاطفة ولا محاباة ولا قرابة فيها حتى ولو كان الامر يتعلق بجانحين قاصرين، لأنهم بمثل هذه المشاهد المخزية يبقون مشاريع لمجرمين كبارا مستقبلا، فاستتباب الأمن لا يتحقق بمساطر في رفوف المكاتب الأمنية، أو بعقوبات تبقى في مجلدات القوانين، وإنما في التواجد الميداني ووسط الشوارع والأزقة، وفي الأحكام المستعجلة والصرامة داخل السجون.

الأسرة مسؤولة، والجوار مسؤؤل، والمؤسسة التعليمية معنية، والأحزاب والمجتمع المدني في غياب التأطير الكفيل بخلق المواطن السوي والصالح مسؤولون، و لن يقبل من الجميع أي عذر بما في ذلك الحكومة المسؤولة أولا وأخيرا على الأوضاع المعيشية للمواطنين والمرتبة بضعف سوق الشغل وغلاء الاسعار والمحسوبية والرشوة وايضا، السلطة المتساهلة مع البعض والمتسلطة ضد البعض.

لا يمكن أن نتحدث عن الجريمة والعقاب هكذا كعنوان، ولكن عما قبل الجريمة وما بعد العقاب، وعن واقع المحاكمات وما يدور، داخل المعتقلات لأن الإصلاح الحقيقي مرتبط بديموقراطية غير مفترى عليها وبحقوق وواجبات لا تملى أو تتخذ شعارات وإنما يكون جوهريا بحياة كريمة تضمن الكرامة والعمل والصحة والتعليم والشغل واحترام الآخر والتسامح، ولا فرق أمام القانون بين من يلبس بدلة الدولة والنياشين ومعاطف المسؤولية وبين مواطن مجرد التعبير عن رأيه و الدفاع عن حقه يدخله في متاهات السين والجيم.

المغرب على الدوام بلد أمن وأرض سلم وسلام، والجديدة مدينة وديعة كانت على الدوام رمزا للتعاون والتوادد، فهلا كخلاصة تتحد الجهود ويتحمل الجميع الأمانة الملقاة على العاتق للقضاء على أشرطة السيوف والهراوات وأفلام البلطجية والتسكع، والسرقة والاعتداءات، ووضع حد لمسلسل العنف الذي عاشته الجديدة في الأيام الاخيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!