في مشهد قد يثير العديد من التساؤلات حول كيفية تدبير الأندية المغربية، جاء قرار إقالة المدرب أمين بنهاشم من تدريب فريق نهضة الزمامرة ليكون بمثابة رسالة غير مباشرة حول واقع التدبير الرياضي في البلاد.

وعلى الرغم من أن الفريق كان في وضعية مريحة ولا يثير القلق، إلا أن بنهاشم وجد نفسه في موقف صعب بعد قرار الإقالة المفاجئ، والرئيس الذي قرر التخلص من خدمات المدرب هو نفسه رئيس العصبة الاحترافية، الهيئة التي من المفترض أن تسعى إلى تطوير الاحترافية في كرة القدم المغربية وتدعيم أسس الإدارة الرياضية في الأندية.

وفي هذا السياق، كان من المتوقع أن يكون نموذجا يُحتذى به في طريقة تعامله مع المدربين، بما يتماشى مع المعايير الاحترافية التي ينادي بها في جميع الأنحاء، ولكن يبدو أن المزاج الشخصي والقرارات المتسرعة كانت العامل الحاسم في هذه الإقالة، مما يثير شكوكا حول التزام بعض لرؤساء الأندية الاحترافية بمبادئ الحوكمة الرشيدة.

إن تدبير الشأن الرياضي في المغرب، وبالرغم من الادعاءات المستمرة نحو الاحترافية، لا يزال بعيدا عن واقع الاحتراف الفعلي، وفي نهاية المطاف، قد تبقى القرارات الرياضية رهينة بمزاجية بعض رؤساء الأندية، سواء كانوا في مناصبهم التنفيذية أو في الهيئات الإدارية العليا، مثل العصبة الاحترافية، وكما أظهر لنا الوضع مع بنهاشم، فإن الاحتراف ليس مجرد كلمات على الأوراق، بل يجب أن يتجسد في أسلوب العمل والقرارات المتخذة.

أمام هذه الوضع، يظل السؤال قائما: هل ستظل الأندية المغربية رهينة للقرارات الانفعالية، أم سيكون هناك إصلاح حقيقي في الطريقة التي تُدار بها الأندية والمدربين في المستقبل؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!