وسط أجواء يسودها الترقب والقلق، بعد فك الارتباط مع المدرب زكرياء عبوب بالتراضي، يجد فريق الدفاع الحسني الجديدي نفسه في موسم بلا طموحات واضحة سوى هدف البقاء في القسم الاحترافي الأول.
وبينما تتكرر نفس الأخطاء الإدارية والتقنية، يستمر الترويج لأسماء مدربين فشلوا في الماضي في تحقيق أي إنجاز يُذكر مع الفريق، مما يثير استياء الجماهير التي ترى في هذه الاختيارات عبثا بمستقبل النادي.
عبد الرحيم طاليب وعبد الحق بنشيخة، اسمان ترددا كثيرًا في تاريخ الفريق، لكن دون أن يتركا بصمة حقيقية، ورغم الترسانة البشرية القوية التي كان يملكها النادي في فترات سابقة، عجز طاليب عن قيادة فرسان دكالة نحو تحقيق الألقاب، أما بنشيخة، فرغم تحقيقه لقب كأس العرش سنة 2013 مع فريق جديدي متكامل، إلا أن عودته لاحقا لم تأتِ بأي إضافة تُذكر، حيث لم يتمكن من استعادة ذلك الزخم أو تحقيق إنجازات جديدة.
البديل المنطقي، الذي تفرضه الوقائع والمنطق السليم، هو منح الفرصة للكفاءات المحلية، ولعل المدرب رشيد دلال يمثل خيارًا مثاليًا، بالنظر إلى معرفته الدقيقة بالفريق وتجربته الناجحة في مرحلة الصعود للقسم الاحترافي الأول، حيث أن هذا الاختيار لا يقتصر على الجانب الفني فقط، بل يحمل بعدا ماليا واستراتيجيا بالنظر إلى الأزمة المالية التي يعيشها النادي.
منح الثقة لأبناء الدار وتفعيل دور الكفاءات المحلية يمكن أن يكون بداية لإعادة الفريق إلى الطريق الصحيح، إذ أن الرهان على الأسماء المستهلكة التي أثبتت فشلها لن يؤدي إلا إلى مزيد من التخبط وإهدار موارد النادي، بينما الرؤية الجديدة التي تعتمد على أبناء النادي والمدربين ذوي الكفاءة ستمنح الفريق الاستقرار والتوازن الذي يحتاجه بشدة في هذه المرحلة.
فمتى يدرك المسؤولون أن الوقت قد حان لتغيير المسار وتجاوز هفوات الماضي؟ إن جماهير الدفاع الحسني الجديدي تستحق فريقا يقاتل من أجلها ويعيد إليها الفخر، لا فريقا يغرق في تكرار الأخطاء ويتخبط بلا هوية أو طموح.