بقلم: الدكتور محمد گودو
دكتور في القانون العام والعلوم السياسية

المؤسسات-كما الشعوب والدول والحضارات والأنظمة…-؛ بحاجة لذاكرة، والذاكرة قد تكون مكتوبة، مثلما تكون شفوية. ولطالما بنيت الذاكرة “المكتوبة” على الذاكرة الشفوية” في العديد من المجالات والحقول المعرفية والفنون، وهي مهمة معشر الباحثين في مختلف هذه الحقول والعلوم من تاريخ وأنثروبولوجيا وغيرها من العلوم المتقاطعة.

بناء الذاكرة ليس الهدف منه الرحوع للماضي من أجل “التحدث عن الأموات” كما قال عبد الله العروي في اختلافه -الهادئ والرصين- في المقاربة الفكرية والعلمية مع محمد عابد الجابري..لا، بل إن دروس التاريخ علمتنا أن الشعوب والدول والأنظمة التي ليست لها ذاكرة، أو تعيش بدون ذاكرة، تاريخها فارغ.

تاريخ الفكر السياسي، شاهد على أنه شتان بين الأثر الذي خلفته الثورة الفرنسية (فلسفة الأنوار) والفكر الانجليزي والألماني والفكر الماركسي، وتاريخ دولة لطالما نظر إليها باعتبارها دولة/قوة عظمى (أمريكا) على الأقل منذ انهيار جدار برلين في إطار الأحادية القطبية، لكن بتاريخ فارغ باستثناء ثورة “الشاي”!

على العكس من ذلك، يفيد بناء التاريخ في استثمار إيجابيات الماضي لصالح الحاضر.هاهنا تفوقت “النمور الأسيوية” باعتبارها قوى اقتصادية دولية صاعدة بالاعتماد على مايسميه الباحثون “الرأسمال الرمزي” أو الرأسمال الاجتماعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *