فيلم “نايضة” للمخرج والممثل سعيد الناصيري يعكس محاولة جريئة للتطرق إلى قضايا اجتماعية وسياسية حساسة في المغرب، بأسلوب يمزج بين الكوميديا والدراما. يتمحور الفيلم حول ثلاث عائلات تعيش في أحياء الصفيح، حيث يبرز التناقض الصارخ بين المعاناة اليومية للفئات الهشة وامتيازات الطبقة السياسية.

ومن خلال شخصية سعيد، العامل البسيط الذي يجد نفسه في مواجهة تحديات قاسية تتعلق بصحة والدته وظروف معيشته، يسعى الفيلم إلى كشف الأثر المدمر لغياب العدالة الاجتماعية وانعدام التواصل بين الحكومة والمواطنين.

أداء الممثلين، خصوصا سعيد الناصيري ورفيق بوبكر وزهرة واعزيز، قدم لحظات قوية رغم أن البعض رأوا أن الفيلم يعاني من تفاوت في النغمة بين الكوميديا والدراما، كما أن اختيار مواقع التصوير في أحياء شعبية مثل سيدي مومن أضفى واقعية واضحة على السرد، إلا أن بعض المشاهد بدت مبالغا فيها، مما قلل من قوة الرسالة.

النهاية الصادمة، حيث يقتل سعيد برصاصة طائشة أثناء حديثه مع رئيس الحكومة، كانت بمثابة انعكاس للواقع الذي يغيب فيه الأمل وتحل فيه الفوضى بدلا من الحلول العادلة، حيث تبرز هذه اللحظة المفاجئة رسالة الفيلم عن المآسي التي قد تنتج في ظل غياب التواصل الحكومي الحقيقي مع المواطنين.

ورغم أن الفيلم يثير نقاشا عميقا حول أولويات السينما المغربية وفعالية التطرق إلى القضايا الكبرى بأسلوب بسيط، إلا أنه يُعتبر خطوة مهمة نحو تسليط الضوء على مشاكل اجتماعية وسياسية ما زالت قائمة، ويشجع النقاش حول دور الفن في التعبير عن صوت الطبقات المهمشة.

وعموما “نايضة” فيلم جريء يلقي الضوء على قضايا اجتماعية وسياسية عميقة، لكنه يفعل ذلك بأسلوب قد يثقل على المشاهد، والنهاية المأساوية كانت رسالة قوية، لكنها جاءت على حساب التوازن العاطفي الذي كان يمكن أن يُبرز ولو جزءا من الأمل.

ورغم الانتقادات، يبقى الفيلم عملا مهما يُثير النقاش حول قضايا حيوية تستحق المعالجة العميقة والمتوازنة، كما يعتبر إضافة مهمة إلى السينما المغربية، حيث يشجع النقاش حول قضايا حيوية في المجتمع، وخطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها تحتاج إلى صقل وتطوير لتكون علامة فارقة في تاريخ السينما المغربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!