منذ حلوله بإقليم الجديدة عاملا لصاحب الجلالة، أبان السيد امحمد العطفاوي على أن عمله ليس في المكتب على الكرسي الوثير وإنما في الميدان ومع المواطنين من أجل ترجمة التوجيهات الملكية السامية بخصوص تنمية حقيقية تتجلى في تأهيل المدينة وإصلاح أعطابها والدفع بها إلى مسايرة ومواكبة مدن المغرب خاصة وأنها تحتل الرتبة 16 من حيث الكثافة السكانية حسب معطيات الإحصاء الوطني الأخير.

جميل جدا أن يجالس السيد العامل مسؤولي الجماعات المحلية ليكون استماعه لقضاياها وهمومها عن قرب ومن أفواه كل أعضائها، وجميل أن تكون زيارات حية لأسواق وملاعب القرب، والحي البرتغالي وهلم جرا من المواقع التي تشرفت بإطلالته ليعاين شخصيا حالات الإهمال والتردي التي تعيشها رغم حيويتها ودورها في مجالات التجارة والتراث والرياضة.

لكن الأجمل هو أن تتواصل هذه الخرجات بدون سابق موعد لأن الأسباب الحقيقية في هذا الوضع ناتجة أحب من أحب وكره من كره عن تواطؤ مكشوف للسلطات المحلية والمجالس المنتخبة وحتى الإعلام الذي لا يتقن سوى لغة (كولو العام زين)، ليكون السيد العامل أقرب بحسه الوطني وخبرته المهنية من مكامن الجراح الكثيرة التي تلهب جسم الإقليم ومن الصعب مداواتها بسرعة.

نعم، فالسيد العطفاوي لا يمتلك لا عصا سحرية ولا وصفة جراحية لاستئصال التعفن “المعشعش” في جل الجماعات القروية والحضرية وفي المكاتب الإدارية، ولكن حسب رأينا يمتلك الجرأة في المحاسبة ويمتلك أنفة رجل دكالي حل بدكالة بعد 17 عاملا في تاريخ الإقليم ويسعى إلى تدارك ما ضاع، ورد الاعتبار لاقليم يمتلك هو الآخر مقومات نهضة شمولية في أبعادها الاقتصادية تجاريا، وصناعيا، وسياحيا ورياضيا وفلاحيا بما يضمه من حواضر صناعية وموانئ وطرق سيارة وإمكانيات ثراتية و فلاحية وشواطىء.

لذلك فإننا في “ومضة نيوز” إذ نثمن هذه البدايات المهمة في مسار السيد العامل، وتفاعله الإيجابي لرصد كل الاختلالات التي أثرناها في مقالات سابقة، ونؤكد على ضرورة الاحتياط مما يدور ويجول في غرف الدردشة الداخلية بالعمالة وبمكاتب السلطة والاجتماعات السرية للمنتخبين والتي ألفت أن تخطط هندسيات على المقاس لخدمة أجندات خاصة بدلا من التفاني في خدمة رعايا صاحب الجلالة الملك محمد السادس بإقليم الجديدة.

فالحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما واضح ومرموز ومسؤولية معلقة بين خوف من الله والوطن والملك وبين ضمائر لا تضمن إلا بالهنا واستغلال الفرص وليشرب الآخرون البحر كماء أجاج وليس مصفى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *