
اعتبارا للأهمية القصوى التي يكتسيها حق الحصول على المعلومات في تعميق الديمقراطية قيما ومبادئ وممارسة، نقول دفاعا عن زملائنا في الجريدة الإلكترونية “شوف تيڤي” أن ماقام به الرئيس ‘المنتظر’، مع وقف التنفيذ، لا يلبث أن يكون من وحي رجل أعمال لايفقه إلا في المجال الذي يدبره بعبث، نحن لا نؤازر زملاء الجريدة إلا من موقف حرية الرأي والرأي الآخر.
قد لا نتفق في مجموعة مواقف وطرق الممارسة وتحليل المعلومة، ولكن نتفق في نقاط عدة أهمها أن مهنة المتاعب “الصحافة” ولمن يمارسها بصدق وبضمير مهني تسمح لنا أن نتصدى وبكل صرامة لمثل هذه التصرفات.
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقبل لأنفسنا أن يتعنت شخص ما وكيفما كان موقعه أن يتلفظ، وبكل وقاحة، بتلك الكلمات النابية والساقطة أمام مرأى ومسمع كل المنابر الإعلامية، ونطرح عليه سؤالا: هل بالفعل جئت لتسير فريقا في كرة القدم؟ أم جئت لتخلق “البوز”؟ إذا كان الدافع هو التسيير الرياضي فالمثل الشعبي يقول “النهار الزين كايبان من صباحو”، أما إذا كان الدافع هو الشهرة فاعلم أنك دخلتها من مجاريرها الضيقة، ولك فيما يحدث اليوم من إضرابات في مدينة العيون خير مثال.
للتذكير فقط، يعتبر الحصول على المعلومة حق من الحقوق والحريات الأساسية التي نص عليها الدستور الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.11.91 بتاريخ 29 يوليوز 2011، ولاسيما الفصل 27 منه.
إن تكريس هذا الحق يأتي ليؤكد الالتزام الدائم المغرب بحقوق الإنسان كما هي متعارف عليها عالميا، وبمقتضيات المادة 19 من الإعـلان العالمي لحقوق الإنسان، والمادة 19 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، وكذا المادة 10 من اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد التي ألزمت الإدارات العمومية بضرورة تمكين المواطن من الحصول على المعلومة تعزيزا للشفافية وترسيخا لثقافة الحكامة الجيدة.
ونحن من موقعنا نصنف ما حدث في خانة التفاهة والابتذال والسخافة، والتي ترتكز على أبعاد نفسية وفكرية واجتماعية، وانعدام القيمة، ولكن مع الاسف قد تساعد على خطف الأضواء والنفوذ والسلطة أو مايسميه الإصطلاح المعاصر “البوز” و “السمية”.